حاصباني: أحمّل المزايدين طائفيا مسؤولية ضرب المناصفة في بيروت
26-04-2025
عُضو تَكَتُّل الجُمهورِيَّة القَوِيَّة النائِب غسان حاصباني أن “الخطوة الاولى لانهيار نظام الاسد بدأت في 26 نيسان عام ٢٠٠٥ مع جلاء جيشه من لبنان وهو راح ينهار منذ 20 سنة تدريجياً”، مشدّداً على أن “المواجهة لتثبيت سيادة الدولة اللبنانية – عبر بسط سلطتها وإحتكارها السلاح وقرار الحرب والسلم ورسم السياسات الخارجية – لم تنته ومعركتنا مستمرة حتى اليوم”.
وذَكَّر عبر لبنان الحر أن “نظام الاسد دمّر لبنان وعمل على تفكيكه، وكان دائماً يفاوض على حساب لبنان، مضيفاً: “كان يستغل الأدوات اللبنانية ويغذي المجموعات العسكرية والأمنية للمناورة مع إسرائيل والغرب من لبنان أو للقيام بمواجهات داخلية. ثم كان يفاوض الغرب على ذلك متعهداً بأن بإمكانه ضبط الامور والسير بالسلام. لذا لم نشاهد اي مواجهة من النظام السوري السابق مع إسرائيل بل عبر أدواته من لبنان”.
كما أوضح أن “الامر نفسه إعتمده الإيرانيون منذ الثورة الإسلامية عام 1979 وإستفادوا من النظام السوري وتعاونوا معه، وهذا ما نشهده اليوم من قبل طهران في تفاوضها مع الغرب”، لافتاً الى أن “بعد الانسحاب السوري، كان هناك أطراف لبنانيون مصرّون على الارتماء في أحضان النظام الإيراني، وهذا ما أدى إلى وصول لبنان إلى ما هو عليه اليوم”.
رداً على سؤال عن قول الرئيس نبيه بري “إن السلاح ورقة قوة ولن نسلمه الآن قبل تطبيق الشروط المطلوبة منه”، أوضح حاصباني: “ربما ما يقصد الرئيس بري بعبارة “الآن” هو نوع من تطبيق تدريجي من الجهتين لوقف إطلاق النار. إنه يعكس بكلماته الثلاث “لن نسلمه الآن” ثلاثة أمور:
* رغبة “الحزب” بالإبقاء على سلاحه.
* ما يريده هو من مناورة سياسية لتقطيع المرحلة كي تتضح الصورة الاقيليمية.
* ما يطلبه الغرب من لبنان.
لذا قد يكون المقصود بكلمة الآن ان بالإمكان تسليمه لاحقاً”.
تابع: “إن “حزب الله” يحاول شراء الوقت عبر فصل شمال الليطاني عن جنوب الليطاني، فما هو دور السلاح الخفيف والمتوسط في شمال الليطاني، طالما ان السلاح الثقيل موضوع إستهداف؟! في جنوب الليطاني تتم مصادرة أو تسليم سلاح “الحزب”. أما ما يهم الغرب وإسرائيل حالياً من شمال الليطاني هو المنطقة الجغرافية مقابل إصبع الجليل والتي تشكل خطراً على شمال إسرائيل”.
عن الحوار الثنائي المرتقب بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون و”الحزب”، أكد أن “قرار تسليم السلاح أتخذ والمفاوصات ستكون على آلية وجغرافية وتوقيت التسليم، مضيفاً: “كلمة حوار بين الرئيس والحزب بحسب ما يحصل بالفعل تعني محادثات talks وليس حواراً بمعنى dialogue. المطلوب من “الحزب” التحلّي بالوعي الكامل والاعتراف بأن هذا السلاح لم يعد أداة دفاع عن “الحزب” بل عبء مكلف عليه ويشكّل تهديداً له وللبنان. السلاح تستخدمه إيران اليوم للتفاوض مع أميركا على الداخل اللبناني وهذا ما يفسر تصاريح السفير الإيراني”.
بالانتقال الى علاقة لبنان بصندوق النقد الدولي، أشار الى ان لبنان جزء من الصندوق والاخير يتمنى ولا يفرض لمساعدتنا تقنياً بوضع الحلول، مضيفاً: “شروط صندوق النقد قاسية لأن لبنان كان “فلتان” مالياً. هناك محولات من قبل الدولة العميقة لاستغلال المفاوضات مع صندوق النقد لتمرير بعض التشريعات التي تخدم مصالحها. لقد حاولوا القيام بذلك أخيراً خلال بحث قانون السرية المصرفية عبر محاولة تمرير مواد غير مطلوبة من صندوق النقد، ولا علاقة لها بالإصلاح وهي مضرة بالمواطن، فتصدينا لذلك”.
بلدياً، وبما يتعلق بانتخابات المجلس البلدي في بيروت، أوضح حاصباني أن “هناك محاولات من البعض لتأجيج المشاعر الطائفية لعرقلة التوافق. مسيحياً هناك من زايد بمسألة صلاحيات المحافظ وإسلامياً هناك من زايد بالدفاع عن صلاحيات رئيس البلدية، لأن هؤلاء المزايدين تضررت مصالحهم من التوافق والمناصفة والحفاظ على تعدّدية العاصمة وتفاعل المكونات في ما بينها”.
أردف: “لذا احمّل المزايدين مسؤولية ضرب المناصفة أو أي توافق في بيروت. انهم يبحثون عن أدوار لهم لأن حجمهم في العاصمة غير وازن. تيار المستقبل هو أول من تفاوضنا معه ونحترم قراره بعدم التدخل في الاستحقاق البلدي لكن لم نلمس تطبيق هذا القرار من قبل كل من يعملون على الأرض”.
رداً على سؤال، أجاب: “بيروت أعطيت في القانون حالة خاصة تحت وصاية ورعاية مباشرة من وزير الداخلية وهذا الامر لا يطبق على أي بلدية أخرى في لبنان. لذا هناك محافظ ورئيس بلدية تحت رقابة واشراف الوزير الذي يطلع على جدول الاعمال ويصادق على القرارات الاساسية التي تصدر. المحافظ ملزم بتنفيذ القرارات القانونية والصالحة للتنفيذ الصادرة عن البلدية والتي يتوفر لها التمويل والشروط، أما من يطلقون “الرصاص” عليه فلأنهم لا يجرؤون على مواجهة صلاحيات وزير الداخلية ويريدون تحريك النعرات الطائفية. نعمل على أبعاد التوافق في بيروت عن الاشكالات السياسية ونصرّ أن يكون طابعه إنمائي. الحديث عن أن الانتخابات البلدية تؤثر على الانتخابات النيابية وهم”.
في الختام، توقف حاصباني عن رحيل البابا فرنسيس، قائلاً: “نرفع الصلاة لراحة نفسه.
ذكراه ستبقى مؤبدة عبر أعماله الإنسانية وسعيه لتعزيز السلام وإحترام كرامة الإنسان والحوار بين الاديان. لقد حقق خرقاً باعماله القيادية وليس فقط الروحية. كما أتمنى بالمناسبة الشفاء العاجل لصاحب الغبطة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي”.